رئيس الجمهورية قيس سعيّد يؤكد على الأولوية للمشاريع الاجتماعية والاقتصادية في لقائه مع رئيس الحكومة

استقبل رئيس الجمهورية التونسية، قيس سعيّد، يوم الأربعاء 5 مارس 2025، كمال المدّوري، رئيس الحكومة، في قصر قرطاج، حيث تم بحث سير العمل الحكومي ومراجعة عدد من مشاريع القوانين والأوامر التي تدرسها الحكومة. هذا اللقاء الذي جاء في توقيت حساس، ألقى الضوء على العديد من القضايا المهمة التي تشغل الساحة التونسية في الوقت الحالي، لا سيما فيما يتعلق بالمشاريع الاجتماعية والاقتصادية، وكذلك تعزيز فعالية الأداء الحكومي.

خلال هذا اللقاء، شدد رئيس الجمهورية على ضرورة أن تُعطى الأولوية القصوى للمشاريع التي تهم الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، معتبرًا أن تلك هي الأساس لتحقيق التحول الذي يحتاجه الشعب التونسي. وأشار قيس سعيّد إلى أن هذه المشاريع يجب أن تُنفذ وفق مقاربات جذرية تتماشى مع تطلعات الشعب، وتقطع بشكل نهائي مع “الإرث القانوني الثقيل” الذي أسهم في استمرار العديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها التونسيون منذ سنوات.

في سياق آخر، ركز رئيس الجمهورية على تحسين الخدمات الإدارية في البلاد، موضحًا أنه ليس فقط يجب تبسيط الإجراءات وتيسيرها لخدمة المواطن، بل ينبغي أيضًا تحميل المسؤولية كاملة لأولئك الذين يُخلّون بواجباتهم في الإدارات الحكومية. قيس سعيّد عبر عن استيائه من بعض التصرفات الإدارية التي تحدث سواء بالتقصير أو الاستهتار، بل وفي بعض الأحيان من أولئك الذين يتعمدون الإضرار بمصالح المواطنين. وطالب بضرورة محاسبة المسؤولين عن ذلك وتطبيق العدالة بحقهم.

كما أشار الرئيس إلى أن تونس تحتوي على كفاءات وإمكانات بشرية كبيرة داخل الأجهزة الإدارية، لافتًا إلى أن العديد من الأشخاص الذين لم يحصلوا على الفرصة المناسبة هم نموذج للـ بذل والعطاء. وأكد أن المقياس الأساسي لاختيار المسؤولين يجب أن يكون الشعور القوي بالمسؤولية الوطنية، حيث يرى أن الكثير من الشباب المتعلم والمؤهل قادرون على تقديم الإضافة الكبيرة في تحسين وضع البلاد والمساهمة في نهضتها.

وفي ختام اللقاء، عبر قيس سعيّد عن ضرورة أن يتحمل أصحاب الشهادات العليا المسؤولية وأن يساهموا في معركة التحرير الوطني التي يجب أن تستمر بكل جهد من أجل بناء مستقبل أفضل لتونس. هذا التصريح يعكس التزام الرئيس بالعمل على تمكين الشباب التونسي من الفرص التي يحتاجها لفرض نفسه في مشهد الدولة والإدارة، وخلق مناخ من الكفاءة والعدالة في المؤسسات الحكومية.

في النهاية، اللقاء بين الرئيس قيس سعيّد ورئيس الحكومة كمال المدّوري يعكس تأكيدًا جديدًا على أن تونس في مرحلة حساسة من تاريخها، تتطلب رؤية جديدة واستراتيجيات فعالة لتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وجعل الإدارة أكثر كفاءة وفاعلية لخدمة المواطنين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى